28 مايو 2011

مقدمة كتاب المربية المثالية


إهداء
إلى ابنتي الحبيبة ورد..
قد لا أكون أفضل الأمهات وأكثرهن صبرأً..
إلا أنني أتمنى أن تقدري يوماً ما جميع محاولاتي لأكون كذلك..
فأنت تستحقين بحق أن أصبح من أجلك إنسانة وأماً أفضل.
دمت لي سالمة
والدتك
منيرة سوار

لا يوجد جهد تقوم به في هذه الدنيا يفوق تربيتك لأطفالك إنهاكاً وتعباً, ولا يوجد قلق في هذه الدنيا يزيد عن ذلك الذي تشعر به حيال سلامة أطفالك ومستقبلهم, ولا توجد متعة في هذه الدنيا تضاهي متعة مراقبتك لأطفالك وهم يكبرون يوماً بعد يوم.
كثيرة هي النقاط التي أود الإشارة إليها في مقدمتي, لدرجة أنني لو ذكرتها وتناولتها بالتفصيل الذي أتمناه, فإنني غالباً ما سأتجاوز المقدمة لتصبح فصلاً من فصول هذا الكتاب الذي تحملونه بين أيديكم, لذا فإنني سأكتفي بعرض نقطتين لا أكثر.
في البداية, لا بد من التنوية إلى أنني أعتبر هذا الكتاب واحداً من أفضل الكتب التي قرأتها حول تربية الطفل, وذلك لسببين, أولهما, أن تحليله لنفسية الطفل واقعي ومنطقي للغاية. والسبب الثاني, هو إتفاق غالبية الأفكار والحلول التي يطرحها مع الفطرة الإنسانية السليمة التي نفتقدها للأسف في تعاملنا اليومي مع أطفالنا. وهو إفتقاد مرجعه أساساً لتقصيرنا كبشر. لا تصدقي سيدتي أنه يوجد شيء اسمه الأم المثالية, ولا تصدق سيدي أنه يوجد أب مثالي على ظهر هذا الكوكب. حتى نكون أمهات وآباء مثاليين, لا بد من أن نكون بشراً مثاليين في المقام الأول, لا نعاني نقصاً ولا مرضاً. وهذا بلا شك يُعد ضرباً من الخيال, فجميعنا معرضون للأمراض والعقد النفسية وللضغوطات والتراكمات السلبية التي تؤثر على أدائنا كبشر, وكأبناء, وكموظفين وعاملين, وكأصدقاء, وكشركاء حياة وبالتالي كأباء وأمهات.
إلا أن هذه الحقيقة, يجب ألا تمنعنا من المثابرة والمحاولة الدائمة لنصبح أباء وأمهات أفضل. وإنني لا أشك أبداً أنه يوجد أب وأم لا يتمنيان أن يكون أبنائهما أفضل منهما.
ولتحقيق هذا الهدف, لا بد وأن نسعى بكل جهدنا لنكون نحن أفضل, فنصبح بذلك قدوة لهم. إن وجود القدوة في حياة الطفل هي الركيزة الأساسية التي سيتربى عليها ما تبقى له من عمر.
النقطة الثانية التي أود الإشارة إليها آسفة, أن هذا الكتاب الموجه أساساً للمجتمعات الغربية يؤكد في أغلب فصوله على دور الأب الأساسي في تربية الأبناء ودوره الحيوي في تقديم العون لزوجته لتقوم بدورها كأم على ما يجب. وهو ما نفتقده للأسف الشديد في مجتمعاتنا العربية, التي تربى فيها الرجل ليعيش- بحسب تصوره- ملكاً مترفعاً عن الأمور الصغيرة التي تخص أبناءه, ملقياً بكامل مسؤوليات تربية الأبناء على كاهل المرأة التي تربت بدورها على أن تكون المرأة الحديدية بتضحياتها المستمرة وعطائها اللامحدود وصبرها اللامتناهي. تربية خاطئة وجائرة, أعطت فيها العادات والتقاليد البالية كل الحقوق للرجل, في الوقت الذي ألزمت فيه المرأة بجميع الواجبات.
ولكي تصل مجتمعاتنا في يوم ما إلى المرحلة التي يصبح فيها الرجل ملزماً - وأشدد ملزماً وليس مخيراً- بتغيير حفاظ طفله وبمجالسته وتمريضه وبأخذه للمنتزة وبتوصيله لمدرسته وبمساعدته في تحضير دروسه وبمشاركته أهتماماته, فإننا لا نزال في حاجة إلى سنوات وسنوات وأجيال تورث أجيالاً بذرة التمرد والخروج عن المألوف لترسم الرجل في صورة أخرى غير صورة الملك المزيفة التي تعيش في خياله فقط. فالملك لا يكون ملكاً بحق, إلا بعدله وبتوليه مسؤولياته وإنكاره لذاته, التي تجعله يفضل الشعب على نفسه.
وأخيراً كل الحب لكل فرد من أفراد عائلتي, وكل التقدير للدعم الذي منحوني إياه طوال حياتي, سواء أكانوا متفقين معي أم مختلفين, ولا يسعني أن أقول لهم شكراً, لأنها ستظل كلمة بسيطة جداً. في حين أن ما قدموه لي كان وسيظل دائماً شيئاً كبيراً, كبيراً جداً, تعجز مفردات لغتي عن وصفه.
وللقراء الأعزاء, أتمنى أن تحقق لكم قراءة هذا الكتاب الفائدة والمتعة التي أرجوها.

2 التعليقات:

سبحان ربي اني كنت من الظالمين اللهم احفظ سورية يقول...

كيف يمكن الحصول على الكتاب عبر النت؟ ولك جزيل الشكر

منيرة سوار يقول...

شكراً لمرورك بصفحتي سيدتي..
تستطيعين شراء الكتاب عن طريق موقع نيل فرات
www.neelwafurat.com/
تقبلي تقديري..

إرسال تعليق